Thursday, November 26, 2009

مباراة مصر و الجزائر

د.طــــــارق فـــــــــاروق

التاريخ: الثامن عشر من نوفمبر 2009
الوقت: الثامنة والنصف مساءا
المكان: إستاد نادي المريخ أم درمان-العاصمة السودانية الخرطوم
*******
الاجواء مكتظة بالجماهير.. ولأول مرة شغل العرب جميعا بأمر واحد.. ولأول مرة قدست عند العرب ساعة ونصف من الزمن.. ولأول مرة هاجت الجماهير العربية لسبب واحد
أعزائي المشاهدين من كافة دول العالم.. أعزائي المتابعين من كل الدول العربية والاسلامية
نذيع لكم وعلى الهواء مباشرة التعليق الحي والمباشر على مباراة مصر والجزائر
الأولى: بلد الأنبياء والعلماء بلد لو وضع العالم في كفة وصمودة في كفة لرجحت كفته
بلد وصف بأم الدنيا وأرض الكنانة وخير أجناد الارض. أرض أقلت صحابة كراما وأخرجت رجالا شهاما، خص ذكرها في القرآن وشرف جندها خير الأنام محمد صلى اللة علية وسلم
والثانية: أرض الجهاد والإستشهاد مضرب الأمثال في الرجولة والتضحية وصف بأبي الدنيا وأرض المليون ونصف المليون من الشهداء
.. كم خرجت من شجعان أبرار وأبطال أحرار، كانت ولازالت مثالا للصمود والشجاعة والاستبسال
فلو كان للتضحية والشجاعة مسمى آخر لسميت باسمها فكم كانت على الحق صابرة وضد العدوان
فياترى لمن المكسب؟؟
*******
هنا نوافيكم بأجدد الاخبار وعلى مدار الساعة ونصف فأبقوا معنا فاليوم ستكون المباراة الحاسمة.. أقصد المعركة الحاسمة
ها هي الدقائق الأولى تمر من المباراة.. وها هي المعركة يشتد وطيسها، هاأنا أرى اللاعبين يطيحون هنا وهناك
يا الله ما أشجعهم من أبطال وما أقواهم من رجال
والله إني لأرى أسودا لا رجالا يمسكون بالكرة ويدافعون عنها بكل ما أوتوا من قوة
ها هو أحد اللاعبين المصريين يسقط في أرض الميدان جريحا على يد فارس من فرسان الجزائر
ما أروعه وما أشجعة من فارس
ولكن ها هو الجندي المصري يقوم كالأسد المغوار بعد أن اكتشف أن الحكم أعطى انذاراً للفارس الشجاع
مرت 15 دقيقة من زمن الشوط الاول للمباراة وقد سُبّ الاسلام الف الف مرة
وقد قُتل من المسلمين العشرات في باكستان وافغانستان والصين والشيشان وفلسطين
ومازالت النتيجة بالتعادل السلبي وبدون أهداف ولا كرامة
ولكن انتظروا.. فلقد ظهر في الميدان أحد الشجعان المصريين.. هاهو يحارب ويأخذ الكرة ويستبسل لقطعها، ليس هذا فقط.. فهو مستعد لضرب خصمه عفوا للخطأ
أقصد ها هو مستعد لقتل خصمه من أجل الكرة
..
ما أعظمها من شجاعة وما أشد بأس هؤلاء الأبطال.. ألم أقل لكم أنهم جنود أبطال
*******
بعد مرور 30 دقيقة من الوقت الاصلي للمباراة مازالت النتيجة سلبية رغم انه قد زادت الاهانات وزاد عدد القتلى في صفوف المسلمين.. ففي المانيا تتعرض طالبة محجبة للاعتداء.. وهناك قصف وتفجيرات في العراق الاسلامية.. ولكن المتحكمين في المباراة لم يبالوا بأي شئ فقد شغلوا برمية التماس واظهار مهاراتهم قوتهم وتضحيتهم في المباراة
وها هي الجماهير الغفيرة تملأ الاستاد، ماأعظمهم من جماهير، كم يفتخر المرء بأنه من أحد هؤلاء الشعبين

*******
هاهو الجمهور المصري يظهر حبه لبلدة وهتافه لها، كم تمنى هذا الجمهور بأن يكون مكان كل لاعب الآن في الفريق ليسحق هذا العدو الجزائري
كم تمنى لو أن المباراة تعاد مرة أخرى في أرضه لينال هذا الجيش ما لم يناله بالقدر الكافي في المرة الأولى.. وها هي بوادر الشجاعة بدأت تظهر وها يقلدون أطفال الحجارة وها أنا أرى قذائف من الحجارة تتبادل بين الجمهورين وكليهما صامدين
لكن انتظروا، من هؤلاء الذين ظهروا في الصورة.. ياالله ما أعظم هذا الشعب.. ليس الجمهور المصري فقط وهو من جاء ليؤازر فريقه للنصر على عدوة، لا بل لقد جاء أحد قياداتهم
ما أروع هذا من منظر، كم هو عظيم هذا القائد الذي ترك داره وماله وجاء لنصرة فريقه
كم هو شجاع وبطل ذلك القائد الذي ترك الرعية وجاء ليكون شاهدا على قتل قابيل لهابيل
تحياتي لك أيها القائد، تحياتي لك أيها الأمير
لا تخف فبالطبع ستخلد في التاريخ، بالطبع ستخلد بأنك كنت من الشرفاء الذين شهدوا المعركة التي حدثت في المريخ بين كلا من الجيش المصري والجيش الجزائري
عفوا أقصد الفريق المصري والفريق الجزائري
*******
وها هو الجمهور الجزائري العظيم، فهو لا يقل شأنا ولا عظمة عن ذلك الجمهور، فها هو جاء لنصرة فريقه، ليس هذا وحسب بل هو جاهز بكل الأسلحة البيضاء والسوداء للدفاع عنه بجسده وبروحه وللتخلص من جيش العدو
ها هو مستعد سواء في حال الانتصار أو الهزيمة.. نعم فهو يفكر الآن إن خرج الجيش المصري منتصرا من المباراة فلن يستطيع الخروج على قيد الحياة من الملعب وإن استطاع أبطال الجيش الجزائري سحق منافسة المصري إذن فالجمهور المصري سيكونون أسرى للجزائر
ستكون أموالهم ودماؤهم ونساؤهم حل للجزائريين
.. سيردون لهم الصاع صاعين، لا بل ثلاثة وأربعة، لن يكتفوا بتقتيل كل كافر مصري في الجزائر بل وسيبيدون المصريين حتى النهاية
نعم سيرمون الأطفال والنساء.. فهم أطفال كفره لا بأس ونساؤهم كفره لا بأس أيضا
ألم أقل لكم أيضا أنهم اسم آخر للشجاعة؟
ها هم أيضا مستعدون ليس بالحجارة فحسب ولكن لقد أعدوا العدة وعملوا بقول الله تعالى: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون بة عدو الله وعدوكم
ها هم الأبطال ينفذون تعاليم الكتاب
*******
ولكن مهلا، ظهر صوت آخر من جماهير أخرى.. إنها ليست بمجماهير الجيش المصري، ولا يجماهير الجيش الجزائري
إنها صيجات استغاثة
..
اليكم صيحات الجماهير في فلسطين والعراق والشيشان وافغانستان
انها تهتف باسم آخر.. لا أستطيع تمييزه
أهي تهتف باسم رفيق صيفي أم أنه عنتر يحيى.. لا لا فالاسم الذي يهتفون به لا يشبه هذه الأسماء
إذن هم يهتفون لمحمد أبو تريكة وعماد متعب
لا لا أيضا ولا يشبه هؤلاء
لحظة ها انا أسمع.. نعم إنهم يهتفون: وامعتصماااااااااااااااااااااه
وامعتصماااااااااااااااااااااه
ياترى من هذا الشخص؟ أهو مهاجم في الجبهة اليمنى أم أنهم مهاجم في الجبهة اليسرى؟
لا أظن أنه يحارب في هذة المعركة.. أعتقد أنهم يقصدون ذلك الطراز القديم من المحاربين الذي كان يحارب من أجل الإسلام ومن أجل العزة وإعلاء كلمة التوحيد
ياالله كيف وصلت صيحاتكم يااهل فلسطين ويا اهل العراق؟؟
*******
في الدقيقة 38 من الشوط الاول نجحت الجزائر في هز الشباك المصرية الذي ادى الى رفع حدة المباراة ورفع درجة الاحتكاك بين البلدين
وفي هذة الاثناء و بعد مرور دقيقتين وقت بدل ضائع أعلن الحكم الدولي عن انتهاء الشوط الاول من المباراة و بنتيجة واحد للمنتخب الجزائري صفر المنتخب المصري
في هذه الاثناء اعلنت الحكومة الامريكية والاسرائيلية عن قمة سعادتها و ثقتها بإرتفاع روح العداوة بين الجماهير وتنافس كل منهما في تحقيق اكبر عدد ممكن من الانتهاكات في صفوف المسلمين
..
*******
عدنا اليكم مجددا اخواني واخواتي لنقل مجريات الشوط الثاني من المباراة
نتيجة الشوط الاول مازالت ايجابية في صالح المنتخب الامريكي والمنتخب الاسرائيلي

*******

No comments: